وزير الداخلية التركي يهاتف نظيره السوري
في خطوة تعكس تطورًا لافتًا في العلاقات التركية-السورية، أجرى وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا مكالمة هاتفية مع نظيره السوري علي كده ، قدم خلالها التهنئة له بمناسبة توليه منصبه الجديد. وأعلن الوزير التركي تفاصيل المكالمة عبر بيان نشره على حسابه الرسمي في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قال: “أجرينا مكالمة هاتفية مع السيد كده. أتمنى للسيد الوزير التوفيق في منصبه الجديد، وأتمنى أن تتعزز علاقات التعاون بين وزاراتنا” .
من هو علي كده؟
ولد علي كده في قرية حربنوش بريف إدلب الشمالي عام 1973، وانتقل للسكن في مدينة إدلب حيث أكمل تحصيله الدراسي. يتمتع بخلفية علمية ومهنية مميزة، حيث حصل على:
- إجازة في الهندسة العسكرية عام 1997.
- إجازة في الهندسة الكهربائية باختصاص إلكترون عام 2003.
خضع لدورات في اللغة الإنكليزية بـ جامعة حلب، كما أوفد في بعثة تعليمية إلى الصين. ومع ذلك، لم يكن مسار حياته سلسًا تمامًا؛ فقد تعرض للاعتقال سابقاً لدى النظام السوري بسبب مواقفه المعارضة، مما دفعه للانشقاق عنه في عام 2012.
بعد انشقاقه عن النظام السوري، انخرط علي كده في العمل الثوري في منطقته، حيث أسهم بشكل كبير في إدارة المجالس المحلية والعملية التعليمية في مدارس المنطقة. كما شغل مناصب إدارية هامة، منها:
- إدارة مدينة إدلب بعد سيطرة الفصائل عليها.
- تولي منصب معاون وزير الداخلية للشؤون الإدارية والعلاقات العامة في حكومة الإنقاذ.
- تعيينه رئيسًا لحكومة الإنقاذ، وهي خطوة عززت من دوره القيادي والإداري.
أهمية المكالمة الهاتفية
تمثل هذه المكالمة الهاتفية بين وزيري الداخلية التركي والسوري الجديد مؤشرًا مهمًا على بداية صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين. فعلى الرغم من التوترات التي شابت العلاقة بين تركيا والنظام السوري السابق، يبدو أن هناك رغبة مشتركة في بناء جسور التعاون مع الإدارة الجديدة في سوريا.
وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق الاستقرار في سوريا، ودعم الحكومة السورية الجديدة في مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية والإنسانية. كما تعكس المكالمة حرص تركيا على تعزيز علاقاتها مع سوريا بما يخدم المصالح المشتركة ويحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.
من المتوقع أن تكون هذه المكالمة الهاتفية بداية لسلسلة من اللقاءات والخطوات الدبلوماسية التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين وزارتي الداخلية في البلدين. ومن بين المجالات التي قد تشهد تعاونًا وثيقًا:
- الأمن الحدودي : لمواجهة التحديات المشتركة مثل التهريب والهجرة غير الشرعية.
- إدارة الأزمات الإنسانية : بما يساهم في تحسين الظروف المعيشية للشعب السوري.
- تبادل الخبرات الإدارية والأمنية : لدعم استقرار المناطق المحررة وتحقيق التنمية المستدامة.
منصة “خبر مباشر” ترى أن هذه المكالمة الهاتفية تحمل رسالة إيجابية حول مستقبل العلاقات التركية-السورية. ففي ظل التغيرات السياسية التي شهدتها سوريا مؤخرًا، يبدو أن الأطراف الإقليمية والدولية تسعى إلى بناء شراكات جديدة تستند إلى الحوار والتعاون المشترك.
يبقى أن نرى كيف ستتطور هذه العلاقات في المستقبل، وما إذا كانت ستؤدي إلى خطوات عملية تسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية في سوريا، بما يخدم الشعب السوري أولاً وأخيرًا.