أخر الأخبار

السوريون في تركيا يعودون إلى بلادهم

السوريون يعودون إلى وطنهم بعد سقوط نظام البعث: مشاعر الامتنان والآمال للمستقبل

منذ حين سقوط نظام الأسد في سوريا، بدأ السوريون المقيمون في تركيا بالعودة إلى وطنهم بعد استكمال الإجراءات القانونية اللازمة. ووفقًا لما نقله فريق موقع “خبر مباشر” عن وكالة “DHA” التركية، عبر العائدون عن امتنانهم العميق لتركيا، حيث عاشوا لسنوات طويلة كلاجئين، وأعربوا عن آمالهم في مستقبل مشرق لسوريا.

تدفق العائدين عبر بوابة “باب الهوى”

يستمر السوريون في التدفق على شكل طوابير طويلة نحو الحدود السورية عبر بوابة “باب الهوى” الجمركية. منذ ساعات الصباح الأولى، يتوافد العائدون إلى المعبر، حيث يستكملون معاملاتهم من خلال وحدة الخدمات المتنقلة التابعة لإدارة الهجرة التركية. حاملين أمتعتهم وأحلامهم، يتوجهون نحو الوطن الذي غادروه قسرًا قبل سنوات.

خلال عملية العبور، تقدم القوات التركية والمنظمات الإنسانية المساعدة عند الحاجة، مما يعكس التعاون والتضامن بين الجانبين. أما الأطفال الذين ينتظرون انتهاء إجراءات أسرهم، فيمضون وقتهم باللعب داخل حاويات مخصصة لهم، مما يخفف من أجواء الانتظار ويضفي لمسة من البهجة.

شهادات من القلب: رسائل الامتنان والأمل

من بين العائدين، تحدث العديد من السوريين عن تجاربهم في تركيا ومشاعرهم تجاه المستقبل:

  • عبد الغني العمر (36 عامًا):
    قال عبد الغني، الذي جاء إلى تركيا قبل 10 سنوات بعد زواجه: “كونت صداقات هنا، وأحببت الأتراك كثيرًا. أشكر الرئيس رجب طيب أردوغان. نحن نعود إلى وطننا، لكن قلوبنا تبقى معكم. سوريا ستصبح أفضل، وأتمنى أن أزور تركيا مرة أخرى مستقبلاً، ولكن هذه المرة كسائح. أشكر جميع المواطنين الأتراك.”
  • حسين عبد الهادي (26 عامًا):
    أضاف حسين، الذي لجأ إلى تركيا قبل 10 سنوات: “لقد لجأنا إلى تركيا قبل عقد من الزمن، والحمد لله، أصبحت سوريا حرة. الله أنقذنا، ونحن الآن نعود إلى وطننا. تركيا قدمت لنا الكثير، وبذلت جهدًا كبيرًا من أجلنا. الأتراك إخوتنا، فقد عشت هنا بعيدًا عن وطني، وأشكر الله على تركيا. نحن جميعًا إخوة، وجميع المسلمين إخوة.”
  • ماجد الرور (25 عامًا):
    قال ماجد، الذي عمل في المجال الصحي في تركيا لمدة 7 سنوات: “أقمت في تركيا لفترة طويلة، وأنا أعمل في المجال الصحي. شعبي وأهلي بحاجة إليّ. لقد قدمت تركيا لنا الكثير من المساعدة. نحن نغادر بحزن، لكن في النهاية هذا وطننا، وعلينا أن نعود لأن شعبنا يحتاج إلينا.”

تركيا: ملاذ آمن وداعم

عبر العائدون عن امتنانهم الكبير لتركيا، التي كانت ملاذًا آمنًا لهم خلال السنوات الماضية. وقد أعربوا عن تقديرهم للشعب التركي والحكومة التركية، الذين قدّموا لهم الدعم والرعاية في أحلك الظروف. وأكدوا أن العلاقات الأخوية بين الشعبين ستظل راسخة رغم عودتهم إلى سوريا.

آمال المستقبل

مع عودتهم إلى سوريا، يحمل اللاجئون معهم آمالًا كبيرة لبناء وطن جديد يتمتع بالحرية والاستقرار. ويعبرون عن رغبتهم في زيارة تركيا مرة أخرى، ولكن هذه المرة كسياح، لتجديد الذكريات الجميلة التي عاشوها خلال فترة إقامتهم.

رسالة شكر ووداع

تمثل عودة السوريين إلى بلادهم خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار في سوريا بعد سنوات من الحرب والمعاناة. وفي الوقت نفسه، تعكس هذه العودة الروابط القوية التي تشكلت بين الشعبين السوري والتركي خلال فترة اللجوء.

ختامًا، يؤكد العائدون أنهم لن ينسوا ما قدمته تركيا لهم، وأنهم سيظلون دائمًا ممتنين لهذا البلد الذي كان لهم بمثابة البيت الثاني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى