ماذا كان أول تعليق من أردوغان على دعوة أوجلان بإلقاء السلاح
علق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الدعوة التي وجهها زعيم حزب العمال الكردستاني (PKK) المسجون، عبد الله أوجلان، إلى جماعته لإلقاء السلاح وحلّ نفسها، معتبرًا أن هذه الدعوة تمثل بداية مرحلة جديدة في جهود تركيا للتخلص من الإرهاب. جاء ذلك خلال رسالة قرأها حزب مؤيد للأكراد في تركيا، وهي خطوة أثارت اهتمامًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية.
وفي رسالة كُشِف عنها خلال مؤتمر لحزب “الديمقراطية والمساواة الشعبية” (DEM) التركي، أكد أوجلان أنه يتحمل المسؤولية التاريخية عن هذه الدعوة، قائلًا: “اعقدوا مؤتمركم واتخذوا قرارًا.. يجب على جميع المجموعات إلقاء أسلحتها، ويجب على حزب العمال الكردستاني حل نفسه”.
ويعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية من قبل تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وقد شنّ حربًا ضد الدولة التركية منذ ثمانينيات القرن الماضي، مما أدى إلى سقوط عشرات الآلاف من القتلى في النزاع الطويل الذي استمر لعقود.
وكانت تصريحات صادرة عن حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) المؤيد للأكراد قد أشارت في وقت سابق إلى نية أوجلان توجيه دعوة طال انتظارها لإنهاء النزاع المسلح بين حزبه المحظور والحكومة التركية. وقد أثارت هذه الدعوة تفاؤلًا حذرًا بإمكانية إنهاء الصراع الدامي الذي استنزف موارد تركيا وأسفر عن خسائر بشرية كبيرة.
ردود الفعل:
- أردوغان: أعرب الرئيس التركي عن تفاؤله حيال هذه الدعوة، معتبرًا إياها خطوة إيجابية نحو تحقيق السلام وإنهاء الإرهاب في البلاد. وقال: “بدأت مرحلة جديدة في جهود إخلاء تركيا من الإرهاب”، مؤكدًا أن الحكومة التركية ستواصل جهودها لضمان الأمن والاستقرار.
- المجتمع الدولي: تُعتبر هذه الدعوة تطورًا مهمًا في الصراع الطويل بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، وقد يفتح الباب أمام مباحثات سلام محتملة، رغم التشكيك في نوايا الطرفين من قبل بعض المراقبين.
- الأكراد في تركيا: تباينت ردود الفعل بين الأكراد في تركيا، حيث رحب البعض بالدعوة كفرصة لإنهاء المعاناة، بينما شكك آخرون في جدواها في ظل استمرار التوترات السياسية والأمنية.
يُذكر أن أوجلان يقضي حكمًا بالسجن المؤبد منذ عام 1999، بعد إدانته بتهم تتعلق بالإرهاب. ورغم سجنه، ظل يُعتبر شخصية مؤثرة في الحركة الكردية، وقد حاولت الحكومة التركية في السابق التفاوض معه لإنهاء الصراع، لكن تلك الجهود لم تثمر عن نتائج دائمة.
تُعتبر هذه الدعوة خطوة غير مسبوقة قد تغير المشهد السياسي والأمني في تركيا، لكن نجاحها سيعتمد على مدى استجابة جميع الأطراف ومدى جدية الجهود المبذولة لتحقيق السلام.