الشرع يلتقي أعضاء اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني
في خطوة جديدة نحو إعادة بناء سوريا بعد مرحلة طويلة من الصراع، اجتمع الرئيس السوري أحمد الشرع مع اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني، بحسب ما أفادت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) يوم الأربعاء. يأتي هذا الاجتماع بعد إصدار قرار رئاسي بتشكيل لجنة تحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني، الذي يهدف إلى بحث مستقبل البلاد ورسم خارطة طريق لتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي.
تشكيل اللجنة التحضيرية
اللجنة التحضيرية تضم ستة أعضاء يمثلون مختلف المناطق والتخصصات في سوريا، مما يعكس التنوع الجغرافي والسياسي في البلاد. الأعضاء هم:
- حسن الدغيم : باحث في شؤون الجماعات الإسلامية وخريج علوم إسلامية، كان له دور بارز كمدير لإدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني.
- ماهر علوش : كاتب وباحث من دمشق، متخصص في العدالة الانتقالية والمحاسبة، وله تاريخ في الوساطة لحل النزاعات بين الفصائل.
- مصطفى موسى : صيدلاني من إدلب، شغل مناصب قيادية في مجلس الشورى العام وله علاقات وثيقة مع “هيئة تحرير الشام”.
- يوسف الشحيل : سياسي من دير الزور، تولى أدوارًا قيادية في المجال السياسي داخل “هيئة تحرير الشام”.
- محمد مستت : حاصل على دبلوم في العلوم السياسية، عمل مع فصائل المعارضة المسلحة وكان جزءًا من الجهود التي أسفرت عن إسقاط النظام السابق.
- هدى أتاسي : مهندسة معمارية وناشطة إنسانية من حمص، تعمل في مجال الإغاثة ودعم النساء والأطفال والنازحين.
- هند قبوات : سياسية وباحثة من درعا، متخصصة في القانون والدبلوماسية ولها بصمة واضحة في تعزيز التعليم وبناء السلام.
تسليم العهدة السياسية
في سياق متصل، التقى الرئيس الشرع يوم الثلاثاء مع رئيس هيئة التفاوض بدر جاموس ورئيس الائتلاف الوطني هادي البحرة ، حيث تم تسليم العهدة التي تشمل جميع الملفات الخاصة بهيئة التفاوض والائتلاف الوطني والمؤسسات المنبثقة عنهما إلى الدولة السورية. وأكد البيان الرئاسي أن هذه الخطوة تأتي في إطار حل جميع المؤسسات التي نشأت خلال فترة الثورة ودمجها في مؤسسات الدولة الجديدة.
وأشاد الرئيس الشرف بنضال العاملين في هذه المؤسسات ضد النظام السابق، مشددًا على أهمية الاستفادة من الكفاءات السياسية والإدارية ضمن الهيكلية الجديدة للدولة. كما أكد الحضور دعمهم الكامل لقيادة الشرف لتحقيق الأمن والاستقرار وإعادة توحيد البلاد.
حل النقابات وإعادة هيكلتها
في خطوة موازية، أصدرت رئاسة مجلس الوزراء قرارًا بحل اتحاد الصحافيين السوريين وتشكيل “مكتب مؤقت” برئاسة محمود الشحود لتسيير أعمال الاتحاد المنحل. وفي سياق مشابه، قرر مجلس نقابة المحامين حل مجالس فروع النقابات في المحافظات السورية، وتشكيل مجالس جديدة في جميع المحافظات، بما في ذلك دمشق وحلب ودرعا وغيرها.
أهداف المرحلة المقبلة
شدد الرئيس الشرف على ضرورة العمل المشترك لتحقيق الأهداف الوطنية، بما في ذلك:
- تشكيل حكومة انتقالية شاملة تمثل جميع أطياف الشعب السوري.
- صياغة مشروع دستور جديد يتم إقراره عبر استفتاء شعبي.
- إجراء انتخابات حرة ونزيهة على جميع المستويات.
- إعادة توحيد الجيش السوري عبر دمج جميع الفصائل العسكرية في هيكل وطني واحد وحصر السلاح بيد الدولة.
منصة “خبر مباشر” ترى أن هذه الخطوات تمثل بداية جديدة لسوريا، حيث تسعى القيادة الجديدة إلى تحقيق الاستقرار وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس وطنية شاملة. ومع ذلك، تبقى التحديات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بتحقيق المصالحة الوطنية وتجاوز الانقسامات العميقة التي خلفتها سنوات الصراع.
يبقى أن نتابع كيف ستتطور هذه الجهود وما إذا كانت ستؤدي إلى تحقيق التطلعات الشعبية في بناء سوريا جديدة قائمة على العدالة والمساواة والتنمية المستدامة.
