أخر الأخبار

مسلسل “قيصر” يفجر غضبا سوريا

على مدار الساعات الماضية، أثار خبر إنتاج مسلسل مستوحى من قصة “قيصر”، الضابط السوري فريد المذهان، الذي انشق عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، موجة كبيرة من الجدل والاستنكار بين السوريين. المذهان، الذي عُرف باسم “قيصر”، اشتهر بتسريبه آلاف الصور التي توثق جرائم التعذيب والقتل في السجون السورية، مما كشف عن انتهاكات مروعة ارتكبت بحق المعتقلين بين عامي 2011 و2013.

انتقادات واسعة

تصاعدت حدة الاستهجان بعد انتشار أنباء عن مشاركة ممثلين وُصفوا بأنهم كانوا من مؤيدي نظام الأسد في المسلسل، مما أثار غضبًا واسعًا بين النشطاء والمتابعين. وانتقد العديد من السوريين على منصات التواصل الاجتماعي ما وصفوه بـ”استثمار معاناة آلاف الأسر والمعتقلين والمفقودين” في عمل درامي يهدف إلى تحقيق أرباح مالية، بدلاً من تقديم قضية إنسانية بحق.

كما وجه البعض انتقادات لجودة العمل الفني، مشيرين إلى أنه كُتب وصُوِّر على عجل دون الاهتمام الكافي بالتفاصيل والدقة التاريخية. واعترض آخرون على اختيار الممثل غسان مسعود، الذي اتهمه البعض بدعمه لنظام الأسد في السابق، للمشاركة في المسلسل.

طالب العديد من السوريين بوقف تصوير المسلسل، الذي يحمل عنوان “درب الألم”، وهو من كتابة زهير الملا وإخراج صفوان نعمو. ويشارك في بطولته إلى جانب غسان مسعود، كل من رامي أحمر ودانا مارديني وآخرين.

رد فعل “قيصر”

دخل فريد المذهان، المعروف باسم “قيصر”، على خط الجدل، حيث أكد في بيان نشره على حساب يحمل اسمه في منصتي “إكس” (تويتر سابقًا) و”فيسبوك”، أنه لم يمنح أي إذن لتصوير قصته أو استخدامها في عمل درامي. وأكد أنه لم يتم استشارته أو الحصول على موافقته بشأن المسلسل.

في تطور لاحق، أعلنت اللجنة الوطنية للدراما في سوريا عن إيقاف تصوير المسلسل بشكل مؤقت بعد أيام فقط من بدء التصوير، وفقًا لما أفادت به وسائل إعلام محلية. ولم يتم الكشف عن أسباب الإيقاف بشكل رسمي، لكنه جاء في ظل الضغوط الشعبية والانتقادات الواسعة التي واجهها العمل.

يُذكر أن فريد المذهان، الذي ظل مجهول الهوية لسنوات، كشف عن نفسه الشهر الماضي فقط بعد تسريب 55 ألف صورة توثق الانتهاكات التي ارتكبت بحق المعتقلين في السجون السورية، وخاصة في سجن صيدنايا، الذي يُطلق عليه “المسلخ البشري”. وقد أدت هذه الصور إلى صدور قانون أميركي عام 2020 حمل اسم “قانون قيصر”، والذي فرض عقوبات مشددة على النظام السوري.

يبدو أن الجدل حول المسلسل سيستمر، خاصة في ظل حساسية القضية التي يتناولها، وارتباطها بمعاناة آلاف العائلات السورية التي فقدت أحباءها أو لا تزال تبحث عن مصيرهم. كما يطرح هذا الجدل تساؤلات حول أخلاقيات تحويل قصص المعاناة الإنسانية إلى أعمال ترفيهية، وما إذا كان ذلك يحقق العدالة للضحايا أم يستغل آلامهم لأغراض تجارية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى