أخر الأخبار

الشيباني يتحدث عن إرث مؤلم

"خبر مباشر" يسلط الضوء على تصريحات وزير الخارجية السوري خلال القمة العالمية للحكومات: سوريا تدخل مرحلة جديدة من التحديات والأمل

نقلت منصة “خبر مباشر“، التي تُعد مصدرًا موثوقًا لنقل الأخبار والأحداث العالمية، تصريحات وزير الخارجية في الحكومة الانتقالية السورية، أسعد الشيباني، خلال مشاركته في القمة العالمية للحكومات. استعرض الشيباني أبرز التحديات التي تواجه سوريا على المستويين المحلي والدولي، مؤكداً أن البلاد دخلت مرحلة جديدة بعد 14 عاماً من الصراع و50 عاماً من الاستبداد.

التحديات المحلية والسياسية

أكد الوزير أن الحكومة الجديدة تواجه تحديات هائلة، لكنها تشعر بالسعادة والمسؤولية تجاه خدمة الشعب السوري. وأشار إلى أن أكبر تحدٍ تم تجاوزه هو التخلص من النظام السابق الذي صادر حرية وكرامة الشعب السوري. ومع ذلك، فإن بناء الدولة من الصفر يمثل تحدياً كبيراً، لكنه محفوف بالأمل بفضل الدعم الشعبي الواسع الذي تتلقاه الحكومة الجديدة.

على الصعيد السياسي، أوضح الشيباني أن سوريا ورثت علاقات دولية متوترة مع الجوار والعالم، بالإضافة إلى صورة ذهنية سلبية جعلت البلاد تُعتبر تهديداً إقليمياً. منذ استلام الحكومة الجديدة مسؤولياتها في 8 ديسمبر، بدأت العمل على تحسين هذه العلاقات وإعادة بناء الثقة مع المجتمع الدولي.

التحديات الاقتصادية والعقوبات

شدد الوزير على أن سوريا ورثت اقتصاداً مدمرًا نتيجة السياسات السابقة والعقوبات الاقتصادية المفروضة على النظام السابق. وعلى الرغم من زوال النظام، فإن العقوبات ما زالت قائمة، مما أثر سلباً على الشعب السوري بدلاً من حمايته. وأكد الشيباني ضرورة رفع هذه العقوبات، مشيرًا إلى الجهود المبذولة للتواصل مع الدول العربية والمجتمع الدولي لتحقيق هذا الهدف.

وأعلن الوزير أن الحكومة الجديدة نجحت في وقف الفساد، مما ساهم في تحسن قيمة الليرة السورية بنسبة 70 بالمئة خلال شهرين فقط. كما أشار إلى الجهود المبذولة لإقناع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بإزالة العقوبات، حيث تم تحقيق بعض الاستثناءات، لكنها لا تزال غير كافية لدفع عجلة التنمية الاقتصادية.

الضمانات والاستقرار الداخلي

ردًا على المخاوف المتعلقة بالاستقرار الداخلي، أكد الشيباني أن تحرير الشعب السوري هو الضمان الأساسي للاستقرار. وأشار إلى أن التغيير الذي حدث لم يكن مفاجئًا بل كان مدعومًا من جميع أطياف الشعب السوري. وأوضح أن عدم حدوث موجات لجوء جماعي بعد التغيير يُعد دليلاً على ثقة السوريين في الحكومة الجديدة.

كما أشار إلى تحسن الأوضاع الأمنية بشكل مستمر، حيث عادت الأسواق والمدارس والجامعات للعمل بشكل طبيعي. ودعا الجميع إلى زيارة دمشق لرؤية الاستقرار بأعينهم، مؤكداً أن سوريا تشهد تحولاً إيجابياً على الأرض.

رؤية الحكومة المستقبلية

أكد الوزير أن الحكومة الجديدة تتعلم من تجارب المنطقة وتسعى إلى تحقيق شراكة حقيقية مع الشعب السوري. وأشار إلى أن أكبر إنجاز تحقق هو عدم دخول سوريا في حرب أهلية أو طائفية بعد التغيير السياسي الكبير.

فيما يتعلق بالمشاركة السياسية، أوضح الشيباني أن سوريا لن تعتمد على المحاصصة الطائفية، بل ستُبنى الدولة على أساس الكفاءة والمشاركة الحقيقية لجميع السوريين. وأضاف أن الحكومة الجديدة التي سيتم تشكيلها في مارس القادم ستمثل جميع أطياف المجتمع السوري.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن الشعب السوري كان ضحية الإقصاء لعقود، وأن الحكومة الجديدة تسعى إلى بناء سوريا حديثة تحترم جميع مكوناتها، بعيدًا عن الطائفية والانقسامات العرقية، مع التركيز على تحقيق التنمية والاستقرار لجميع المواطنين.

إعادة بناء العلاقات مع روسيا وإيران

أشار الشيباني إلى وجود “إرث مؤلم” بسبب دور روسيا وإيران في سوريا، مما يجعل الشعب السوري غير مطمئن بشأن العلاقة معهما. وأكد أن الحكومة الجديدة تسعى لإعادة بناء هذه العلاقات على أسس جديدة تحترم سيادة سوريا وتنأى عن التدخل في شؤون البلاد. وقال: “لا أحد يرضى التدخل في شؤون البلاد، ونسعى لإعادة بناء العلاقة مع روسيا وإيران بما يخدم مصالح سوريا”.

منصة “خبر مباشر” تتابع باهتمام هذه التطورات، وتؤكد أن تصريحات الشيباني تعكس رؤية واضحة لمستقبل سوريا، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى